قالت الممثلة الأمريكية مريل ستريب: “لم يعد لدي صبر على بعض الأمور ليس لأني أصبحت مغرورة، ولكن ببساطة لأني وصلت إلى نقطة من حياتي حيث لا أريد أن أضيع المزيد من الوقت مع من أو ما لا يروق لي.

لم يعد لدي صبر على الاستخفاف، أو الغباء، أو الكذب، من أجل متطلبات من أي نوع، لقد فقدت الرغبة في إرضاء الناس الذين لا أحبهم، وفقدت الصبر على حب الشخص الذي لا يحبني. أنا لن أهدي أية لحظة من عمري إلى أي شخص يكذب أو أي شخص يريد التلاعب. لا يمكنني أن أتحمل الغطرسة الفارغة؛ فأنا أؤمن بالعالم، بالإنسان وبالعدالة. أؤمن بالإنسان حين يكون ودودا خيرا وطيّبا. لم تعد روحي تحتمل صراعات البشر من أجل أشياء تافهة، أشعر على الفور بالملل وفوق كل شيء، ليس لدي صبر على أولئك الذين لا يستحقون صبري.”

أحيانا نصل إلى مرحلة ما في حياتنا إلى قناعة جازمة بالتوقف عن كل أمر أخذ حيزًا من أيامنا واعمارنا. نتوقف عن كل الصراعات الحياتية التي تستهلكنا وتضعفنا، لا نريد بعدها إلا الاكتفاء بأنفسنا عن كل شيء، وذلك يعد قرار حكيما لكل من فكر واقدم على ذلك.

من الجميل حقًا لو قام كل شخص منا بتقليص عدد المتواجدين حوله، وأن يكتفي فقط بشخص واحد بشرط أن يكون شخصا محبا صادق في شعوره، وبدون تلون حينها فقط سوف ننسى من رحل ومن خذل، وسوف نشعر أن عوض الله ليس بعدد من حولنا، ولكن بصدقهم ومحبتهم لنا على جميع أوضاعنا. وكم هو متعب للغاية التعايش أو محاولة التعايش مع أشخاص يتظاهرون طوال الوقت بعكس حقيقتهم، أبرز معالمهم النفاق والخيانة والثناء الرخيص الذي يحاولون به جذب من حولهم. شخصيات غير مرنة، جامدة لا تعرف للنقاء عنوان، السواد يملأ نفوسهم، والغطرسة والفوقية هي جل ما يميزهم.

باختصار لا يجب أن يكون لأي شخص أي مساحة بحياتنا، وحتى لو كانت هناك مساحة ما، فيجب أن تكون ضئيلة جدًا تحوي القليل فقط من الأشخاص، بحيث أن يكون التعامل مع أولئك الأشخاص، سواء أقارب او زملاء عمل او أي كان على نطاق ضيق جدًا فقط لتسير الحياة.

في نهاية المطاف اختر دائمًا تصفية كل ما يستفزك، سواء صداقات أو علاقات مجهدة. اقفل كل الأبواب المواربة التي قد يتسلل منها الألم إليك، اجعل لك أولويات ولتكن تلك الأولويات هي ما يضاف إليك من حياة حقيقية أنت تصنعها لنفسك بعيدًا عن ترهات البشر ومتاهاتهم.